البث المباشر في أسفل الصفحة
تقديم الترجي الرياضي الجرجيسي :
الترجي الرياضي الجرجيسي هو أحد الأندية العريقة في كرة القدم التونسية، ينتمي إلى مدينة جرجيس الواقعة في الجنوب الشرقي للبلاد، وقد تأسس سنة 1934، ما يجعله من أقدم الفرق في تونس. يُعرف الفريق بلقب "الجليزة"، وهو اسم مستوحى من الطبيعة الجغرافية لمدينة جرجيس، التي تتميز بسواحلها الجميلة وصحرائها الممتدة. على مدار تاريخه، عرف الترجي الجرجيسي بمنافسته القوية في البطولات المحلية، حيث شهد فترات ذهبية تمكن خلالها من فرض نفسه كأحد الفرق القوية في الرابطة المحترفة الأولى، كما خاض عدة تجارب في المسابقات القارية والعربية.
لطالما عُرف الترجي الجرجيسي بكونه فريقًا عنيدًا، خاصة عند اللعب في ملعبه الذي يُعد حصنًا منيعًا أمام أقوى الفرق التونسية، حيث يجد منافسوه صعوبة كبيرة في انتزاع النقاط هناك بسبب الحماس الجماهيري الكبير والدعم القوي الذي يلقاه الفريق من أنصاره. يتميز النادي بأسلوب لعب يعتمد على التنظيم الدفاعي الصلب، بالإضافة إلى النزعة الهجومية التي يقودها لاعبون مهاريون نشأوا في مدارس تكوين الفريق، والتي أثبتت قدرتها على تخريج لاعبين موهوبين انتقلوا فيما بعد إلى أندية كبرى داخل تونس وخارجها.
حقق الفريق صعوده إلى الرابطة المحترفة الأولى في عدة مناسبات، وكانت أبرز فتراته في أوائل الألفية الثالثة، عندما أصبح منافسًا ثابتًا في الدوري التونسي الممتاز، وتمكن من تحقيق نتائج مميزة أمام أندية كبرى مثل الترجي الرياضي التونسي والنجم الساحلي والنادي الإفريقي. كما نجح في بلوغ نهائي كأس تونس عام 2005، وكان قريبًا من تحقيق اللقب لولا خسارته في المباراة النهائية، وهو إنجاز بقي محفورًا في ذاكرة جماهير النادي التي لطالما حلمت برؤية فريقها يرفع أحد الألقاب الوطنية.
رغم قلة الإمكانيات المادية مقارنة بالفرق الكبرى، فإن الترجي الجرجيسي تمكن من الصمود في الساحة الكروية التونسية لسنوات، بفضل حسن استغلال موارده ووفاء جماهيره التي لا تتخلى عنه حتى في أصعب الظروف. ورغم أنه شهد بعض الفترات الصعبة التي أدت إلى نزوله إلى الرابطة المحترفة الثانية في بعض المواسم، إلا أن روح التحدي التي يتمتع بها جعلته دائمًا يقاتل من أجل العودة إلى مصاف الكبار، حيث يطمح أنصاره إلى رؤية الفريق يستعيد بريقه وينافس على أعلى المستويات.
يمثل الترجي الجرجيسي أكثر من مجرد فريق كرة قدم، فهو رمز للمدينة وسفير للجنوب التونسي في المسابقات الوطنية. حيث يعكس الطموح والإصرار الذي تتميز به المنطقة، كما يعبر عن الهوية الرياضية لجرجيس التي أنجبت العديد من المواهب الكروية التي تألقت محليًا ودوليًا. وطوال مسيرته، ظل الفريق يحظى بدعم واسع من أبناء المدينة والمحبين الذين يرافقونه في جميع تنقلاته، ليظل اسمه مرتبطًا بالشغف الكروي والتحدي المستمر من أجل تحقيق الأفضل.
تقديم النادي الإفريقي :
يُعتبر النادي الإفريقي واحدًا من أعرق الأندية التونسية وأكثرها شعبية، إذ تأسس في 4 أكتوبر 1920 ليكون أول فريق تونسي يحمل ألوان العلم الوطني خلال فترة الاستعمار الفرنسي، مما جعله رمزًا للنضال الوطني والمقاومة عبر الرياضة. منذ تأسيسه، تميز النادي الإفريقي بتاريخه الغني وإنجازاته الكبيرة في مختلف الرياضات، لا سيما كرة القدم، حيث نجح في تحقيق العديد من البطولات المحلية والقارية التي جعلت منه أحد أعمدة الكرة التونسية.
يملك الإفريقي سجلًا حافلًا بالألقاب في الدوري التونسي الممتاز، حيث توج بالبطولة عدة مرات، وكان دائمًا منافسًا قويًا على اللقب رغم فترات الصعوبات التي مر بها. كما حقق الفريق نجاحات كبيرة في كأس تونس، حيث يُعد من أكثر الفرق تتويجًا بهذه المسابقة، وغالبًا ما كان حاضراً في الأدوار النهائية، مقدماً مباريات تاريخية لا تُنسى لجماهيره العريضة. إضافة إلى ذلك، فاز النادي الإفريقي بكأس السوبر التونسي في عدة مناسبات، مؤكدًا هيمنته على المستوى المحلي.
على الصعيد القاري، كان النادي الإفريقي أول فريق تونسي يفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا سنة 1991، وهو إنجاز تاريخي جعل الفريق يدخل قائمة كبار الأندية الإفريقية. كما تُوج بكأس الاتحاد الإفريقي وكأس الكؤوس الإفريقية، بالإضافة إلى تحقيق ألقاب إقليمية مثل كأس العرب للأندية البطلة وكأس شمال إفريقيا. هذه الإنجازات عززت مكانة الإفريقي كأحد الأندية ذات البصمة القوية في القارة السمراء، خاصة بفضل أسلوب لعبه المميز واعتماده على لاعبين مهاريين قادرين على تقديم كرة جميلة وفعالة.
يتميز النادي الإفريقي بقاعدة جماهيرية ضخمة تُعد من بين الأكبر والأكثر وفاءً في تونس وإفريقيا. يشتهر أنصاره بحماسهم الكبير وحبهم اللامحدود لفريقهم، حيث يملؤون المدرجات في كل المباريات ويخلقون أجواء استثنائية تجعل من ملعب رادس أحد أصعب الملاعب على المنافسين. وقد أثبت جمهور الإفريقي وفاءه في عدة مناسبات، سواء من خلال دعم الفريق ماليًا عبر حملات التبرعات أو من خلال الوقوف إلى جانبه في الأوقات الصعبة.
لا يقتصر تأثير النادي الإفريقي على كرة القدم فقط، بل يُعد أيضًا قوة رياضية متعددة الاختصاصات، حيث تألق في رياضات أخرى مثل كرة اليد وكرة السلة، محققًا بطولات محلية وقارية. كما يُعرف الفريق بأكاديميته القوية التي أخرجت العديد من اللاعبين الذين تألقوا محليًا وعالميًا، مساهمًا في تطوير المواهب الرياضية التونسية.
رغم التحديات التي واجهها على مر السنين، بما في ذلك الأزمات الإدارية والمالية، ظل النادي الإفريقي صامدًا بفضل تاريخه العريق وجماهيره المخلصة. ويطمح دائمًا إلى العودة إلى القمة، مستندًا إلى إرثه الكبير وروحه القتالية التي جعلته واحدًا من أعظم الأندية في تونس وإفريقيا.