شروط بيتوني لمغادرة النادي الافريقي
بيتوني يغادر النادي الإفريقي وسط خيبة أمل كبرى... والإدارة تُفكر في مدرب من العيار الثقيل
لم تكن نهاية تجربة المدرب الإسباني "بيتوني" مع النادي الإفريقي على قدر الطموحات التي علّقتها عليه الجماهير والإدارة معًا. فبعد أن تم التعاقد معه ضمن مشروع رياضي طموح لإعادة هيبة الفريق على الساحتين المحلية والقارية، انتهت القصة بشكل محبط، وسط أداء باهت ونتائج مخيبة للآمال.
بيتوني، الذي كان يُفترض أن يقود مشروعًا متكاملاً لإعادة النادي إلى واجهة المنافسة، فشل في تحقيق الأهداف المرسومة، فخرج من ربع نهائي كأس تونس بهزيمة ثقيلة أمام الاتحاد المنستيري (0-3)، وافتقد الفريق لأي فرصة للمشاركة القارية بعد ترتيب متواضع في الدوري. هذه الإخفاقات فجّرت غضبًا جماهيريًا واسعًا، دفع بالإدارة إلى مراجعة خياراتها الفنية بسرعة.
رغم محاولات رئيس النادي، هيكل دخيل، إقالة المدرب، إلا أن معارضة بعض أعضاء الهيئة المديرة، إلى جانب تحفظ المستثمر "فيرجي تشامبيرز"، أجّل هذا القرار مؤقتًا. لكن مع تواصل التراجع، أصبح من غير الممكن استمرار بيتوني، الذي طلب مغادرة الفريق مقابل حصوله على كافة مستحقاته المالية حتى نهاية الموسم، على أن تُحوّل له بالعملة الصعبة إلى مدريد. وقد تم التوصل إلى اتفاق شفاهي بهذا الخصوص.
في الأثناء، غادر مساعدا المدرب، علي بومنيجل وفريد ثابت، نحو فرنسا حيث تستقر عائلتاهما، في ظل الغموض الذي يكتنف مستقبل الإطار الفني.
الجماهير والمستثمر على حدّ سواء عبّرا عن استيائهما من الأداء العام، حيث اعتبر العديد منهم أن بيتوني لم يكن في مستوى التطلعات، بل خيّب آمال جمهور لطالما انتظر موسمًا يُعيد الفريق إلى مساره الطبيعي.
وفي خضم هذا الوضع، بدأت إدارة النادي في البحث عن بديل على مستوى عالٍ، حيث تشير المعطيات إلى وجود اتصالات مع عدد من المدربين أصحاب الخبرة والصيت العالمي، لقيادة الفريق في المرحلة المقبلة. ويُشترط في المدرب الجديد أن يتمتع بشخصية قوية، وسجل حافل مع الأندية الكبرى، وقدرة على العمل تحت الضغط، وهي شروط تعتبر ضرورية نظرًا لحساسية المرحلة الحالية وارتفاع سقف التطلعات.
كل المؤشرات تؤكد أن الإفريقي مقبل على تغييرات كبرى، في محاولة لتصحيح المسار وإعادة الثقة لجماهيره. الأيام القادمة ستكون حاسمة، خاصة وأن الاستعدادات للموسم الجديد تستوجب رؤية فنية واضحة، واستقرارًا إداريًا يضع الفريق على سكة النجاح من جديد.