البث المباشر في أسفل الصفحة
تقديم النادي الإفريقي :
يُعدّ النادي الإفريقي لكرة اليد أحد أعمدة كرة اليد التونسية والعربية، وهو من أكثر الأندية تتويجًا وشعبية في هذا الفرع الرياضي. تأسس فرع كرة اليد بالنادي الإفريقي سنة 1956، أي في نفس السنة التي بدأ فيها النشاط الرسمي لكرة اليد في تونس، ومنذ ذلك الحين كان للفريق دور ريادي في تطوير اللعبة ونشر ثقافتها في البلاد، كما ساهم بشكل كبير في صناعة مجد الرياضة التونسية.
منذ بداياته، تميز النادي الإفريقي بأسلوب لعب قوي وجماعي، ونجح في فرض هيبته على الساحة الوطنية من خلال انتزاع العديد من الألقاب. فقد توج الفريق بلقب البطولة الوطنية التونسية عدة مرات، وكان منافسًا دائمًا على المراتب الأولى، مما جعله من أنجح الفرق محليًا. وتُعد فترة السبعينات والثمانينات من أبرز فترات هيمنة النادي، حيث شكّل خلالها ثنائيًا قويًا مع الترجي الرياضي في سباق الألقاب.
وإلى جانب البطولة، فقد فاز النادي الإفريقي أيضًا بعدد كبير من كؤوس تونس، وكان دائم الحضور في الأدوار النهائية، مما يعكس استقرار الفريق ونجاحه في كل المسابقات المحلية. وكان الإفريقي في عديد المناسبات يمتع الجماهير بأداء فني راقٍ، يجمع بين المهارات الفردية والانسجام الجماعي، مما عزّز شعبيته.
أما على المستوى القاري، فقد عرف النادي الإفريقي طريق التتويج في بطولة إفريقيا للأندية البطلة، ورفع الكأس في مناسبات عدة، ليُثبت قدرته على المنافسة خارج الحدود. كما كانت له مشاركات متميزة في كأس الكؤوس الإفريقية وبطولة السوبر الإفريقي، حيث واجه أقوى الفرق من مصر، الجزائر، المغرب، وأنغولا، وكان دائمًا في الموعد.
ساهم النادي الإفريقي في تكوين نخبة من اللاعبين الذين أصبحوا من أعمدة المنتخب التونسي لكرة اليد، ومن بينهم أسماء بارزة مثل المنصف بسباس، فتحي زريق، سامي السعيدي، وسليم الهدوي، وغيرهم من النجوم الذين رفعوا راية تونس عاليًا في البطولات العالمية والألعاب الأولمبية.
كما تميز النادي الإفريقي ببنية تنظيمية قوية، حيث توالت على تسييره إدارات كفؤة سعت إلى دعم الفريق من الناحية الفنية والمادية، وتمكنت من بناء قاعدة صلبة قادرة على المنافسة سنويًا. وساهمت هذه الإدارات في انتداب أبرز الأسماء، سواء محليًا أو من خارج تونس، لإضفاء المزيد من القوة والخبرة على المجموعة.
ولا يمكن الحديث عن النادي الإفريقي دون ذكر جماهيره العريضة والمخلصة، والتي تُعد من أبرز نقاط قوة الفريق. فالمباريات التي تُجرى في قاعة القمّودي أو غيرها تشهد حضورًا جماهيريًا كثيفًا يُلهب الأجواء ويمنح اللاعبين دفعة قوية لتحقيق الانتصارات. وتُعرف جماهير الإفريقي بولائها الكبير وتشجيعها المتواصل، مهما كانت النتائج.
كما أن النادي لا يهتم فقط بالفريق الأول، بل يولّي اهتمامًا بالغًا بفرق الشبان، حيث توجد مدارس للتكوين والتدريب ساهمت في بروز جيل جديد من اللاعبين المميزين، الذين يعتبرون مستقبل النادي والمنتخب. هذا الاهتمام القاعدي مكّن الإفريقي من ضمان الاستمرارية وتفادي الفراغ في التشكيلة الأساسية.
وقد شهدت السنوات الأخيرة عودة قوية للنادي الإفريقي لكرة اليد، حيث حقق نتائج إيجابية، واستعاد شيئًا فشيئًا بريقه القديم، رغم التحديات الإدارية والمالية. وتمكّن من التأهل لمراحل متقدمة في المسابقات القارية، كما نافس بقوة في البطولات المحلية، في ظل وجود مشروع رياضي متكامل لإعادة النادي إلى القمة.
يمتاز النادي الإفريقي بثقافة رياضية عريقة، حيث لا يُعتبر مجرد فريق كرة يد، بل مؤسسة متكاملة، تُمثل جزءًا من الهوية الثقافية والرياضية في تونس. ويُعرف عنه التزامه بالقيم الرياضية مثل الروح الجماعية، النزاهة، والتفاني في اللعب، مما جعله يحظى باحترام محلي وقاري كبير.
وبفضل تاريخه المجيد، وأمجاده المتواصلة، وجماهيره الوفية، يُعدّ النادي الإفريقي لكرة اليد أحد أكبر الأندية في تونس وإفريقيا، وأحد رموز الرياضة التونسية الحديثة، ومن المتوقع أن يواصل إشعاعه وتألقه في المستقبل القريب.
تقديم الترجي الرياضي التونسي :
يُعدّ الترجي الرياضي التونسي لكرة اليد من أعرق وأقوى الفرق على الساحة الرياضية التونسية والإفريقية، وهو أحد الفروع البارزة لجمعية الترجي الرياضي التونسي التي تأسست سنة 1919. تم إنشاء فرع كرة اليد سنة 1956، ومنذ ذلك الحين، عرف الفريق مسيرة ناجحة حافلة بالألقاب والبطولات التي عززت مكانته كأحد الأندية الرائدة على المستوى المحلي والقاري.
تميّز الترجي منذ بداياته بطموح لا محدود في فرض اسمه في لعبة كرة اليد، حيث سرعان ما بدأ في تحقيق النتائج المبهرة على الصعيد الوطني. وقد حصد الفريق لقب البطولة الوطنية التونسية عشرات المرات، مما جعله الرقم الصعب في المنافسة المحلية. لا يكاد يمر موسم دون أن يكون الترجي مرشحًا فوق العادة للتتويج، بفضل لاعبيه المهاريين، جهازه الفني المتكامل، وتقاليده الرياضية العريقة.
كما فاز الفريق بعدد كبير من كؤوس تونس، محققًا ثنائيات عديدة ومسيطرًا على الساحة المحلية لسنوات متتالية. ويُعرف الفريق بإصراره على التميز، حيث لا يرضى إلا بالمراكز الأولى، ويعدّ كل موسم دون تتويج فشلًا يجب تصحيحه.
على المستوى القاري، بصم الترجي اسمه بأحرف من ذهب في بطولات إفريقيا. فقد توج بلقب دوري أبطال إفريقيا في أكثر من مناسبة، وكان دائم الحضور في الأدوار النهائية، متحدىً أندية كبرى مثل الزمالك المصري، الأهلي المصري، النجم الساحلي، والأفريقي التونسي. كما شارك بانتظام في كأس إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس، وكان له حضور لافت في بطولة السوبر الإفريقي.
لم يقتصر تميز الترجي على الألقاب، بل امتد ليشمل جودة التكوين. فقد أنشأ نادي الترجي مدرسة شبابية في كرة اليد تهدف إلى تطوير المواهب وتغذية الفريق الأول بلاعبين قادرين على المنافسة. ومن هذه المدرسة تخرّج عدد كبير من اللاعبين الذين تألقوا مع الترجي ومع المنتخب الوطني التونسي، مثل سليم عبد اللطيف، هيثم المناعي، مروان مقايز، وسيم هلال، وغيرهم.
يتميّز الترجي كذلك بامتلاكه لقاعدة جماهيرية ضخمة وعاشقة، تواكب الفريق في جميع المسابقات وتدعمه بشغف سواء في قاعة الزواوي، المعقل الرئيسي للفريق، أو في التنقلات داخل وخارج تونس. وتُعدّ هذه الجماهير عنصرًا فاعلًا في نجاح الفريق، حيث تحوّل المباريات إلى مهرجانات حماسية حقيقية.
إدارته الناجحة تمثل ركنًا أساسيًا في استقرار الفريق، فقد سهر العديد من المسؤولين عبر السنين على تطوير هذا الفرع ومنحه الموارد اللازمة للنجاح. وكانت الاختيارات الفنية دائمًا مدروسة، سواء في اختيار المدربين أو في انتداب اللاعبين المحليين والأجانب.
كما يتميّز الترجي بروح الانضباط والاحترافية، حيث يسود الفريق جوّ من الالتزام واحترام القيم الرياضية، ما جعله مدرسة قائمة بذاتها في كرة اليد التونسية. يتمتع الفريق كذلك ببنية تحتية متميزة، حيث تُعدّ قاعة الزواوي من أفضل القاعات الرياضية في تونس من حيث التجهيزات والتنظيم.
على الصعيد العربي، كان الترجي أيضًا حاضرًا بقوة في البطولات العربية للأندية، وتمكّن من تحقيق ألقاب مرموقة أمام فرق قوية من الخليج والمغرب العربي. كما كانت له تجارب ناجحة في بطولة العالم للأندية (السوبر غلوب)، حيث مثل تونس وإفريقيا خير تمثيل، ونافس أقوى الأندية العالمية.
ورغم المنافسة القوية، ظل الترجي وفيًا لفلسفته المعتمدة على الروح الجماعية والانضباط التكتيكي، مما جعله فريقًا يُحسب له ألف حساب. ويُعرف الفريق بأسلوبه المتوازن بين الدفاع الصلب والهجوم السريع، مدعومًا بحراس مرمى مميزين وصانعي ألعاب من الطراز الرفيع.
كما أن الترجي لم يغفل أهمية الجانب الاجتماعي، حيث يشارك الفريق في التظاهرات الخيرية والحملات التوعوية، ويحرص على نشر الروح الرياضية بين الشباب، مساهمًا بذلك في خدمة المجتمع.
وفي السنوات الأخيرة، واصل الترجي هيمنته على الساحة التونسية، محققًا نتائج قوية على الصعيدين المحلي والقاري، مما يؤكد أن الفريق لا يزال في أوج عطائه، وأن طموحاته لم ولن تتوقف.
بفضل تاريخه المجيد، إنجازاته المتواصلة، لاعبيه الموهوبين، وإدارته الحكيمة، يُعدّ الترجي الرياضي التونسي لكرة اليد مثالًا يُحتذى به في الرياضة التونسية والعربية، ويظلّ أحد رموز المجد الرياضي في تونس.