البث المباشر في أسفل الصفحة
تقديم الأهلي المصري :
يُعتبر النادي الأهلي المصري من أعظم الأندية في تاريخ كرة القدم الإفريقية والعربية، بل يُلقب عن جدارة بـ"نادي القرن" في إفريقيا، وهو اللقب الذي منحه له الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عام 2001، تتويجًا لمسيرة طويلة من الإنجازات والبطولات. تأسس الأهلي في 24 أبريل 1907 على يد مجموعة من الوطنيين المصريين بقيادة عمر لطفي بك، ليكون ناديًا وطنيًا يجمع الشباب المصري في مواجهة الاستعمار البريطاني، قبل أن يتحول لاحقًا إلى واحد من أعرق وأقوى الأندية الرياضية في العالم العربي والقارة السمراء.
منذ تأسيسه، حمل الأهلي راية الطموح والتميز. فكان أول نادٍ للمصريين، وتحوّل سريعًا إلى قلعة للبطولات، لا يرضى بغير القمة، ولا يهدأ له بال إلا بالانتصار. يتميز بشعاره الشهير: "الأهلي فوق الجميع"، الذي يعكس الروح القتالية والانتماء القوي لدى جماهيره ولاعبيه.
على صعيد البطولات المحلية، يُعتبر الأهلي النادي الأكثر تتويجًا بـبطولة الدوري المصري الممتاز، حيث حصد اللقب أكثر من 43 مرة، كما توج بـكأس مصر أكثر من 38 مرة، إلى جانب العديد من ألقاب كأس السوبر المصري. سيطر الأهلي على الكرة المصرية لعقود طويلة، في منافسة تاريخية مع نادي الزمالك، في واحدة من أعرق وأشدّ المنافسات الكروية في الشرق الأوسط، تُعرف بـ"ديربي القاهرة".
أما على المستوى القاري، فقد سطّر الأهلي ملاحم تاريخية في بطولات إفريقيا. توّج بـدوري أبطال إفريقيا 12 مرة (حتى 2024)، وهو رقم قياسي لم يصل إليه أي نادٍ إفريقي آخر. من أبرز النهائيات التي لا تُنسى: تتويجه ضد الزمالك في نهائي القرن عام 2020، وفوزه الساحق على كايزر تشيفز الجنوب إفريقي عام 2021. كما حصد كأس السوبر الإفريقي 8 مرات، وأحرز كأس الكؤوس الإفريقية 4 مرات، وكأس الاتحاد الإفريقي (الكونفيدرالية) مرة واحدة.
عالميًا، شارك الأهلي عدة مرات في بطولة كأس العالم للأندية، وحقق فيها إنجازات تاريخية، أبرزها حصوله على المركز الثالث والميدالية البرونزية ثلاث مرات (2006، 2020، 2021). وقد مثّل القارة الإفريقية والعالم العربي في هذه البطولة بأداء مشرف، جعله محل تقدير عالمي.
الأهلي ليس مجرد نادٍ لكرة القدم فقط، بل مؤسسة رياضية وثقافية واجتماعية. يضم العديد من الفرق الرياضية في مختلف الألعاب مثل الكرة الطائرة، وكرة اليد، وكرة السلة، ويحقق فيها أيضًا بطولات على المستويين المحلي والقاري. كما يملك بنية تحتية ضخمة تضم فرع الجزيرة التاريخي، وفرع مدينة نصر، وفرع الشيخ زايد، وفرع التجمع الخامس.
ومن أبرز رموز الأهلي الذين كتبوا أسماءهم في سجلات التاريخ: صالح سليم، أسطورة الإدارة والرئاسة، ومحمود الخطيب، أحد أعظم لاعبي الكرة في تاريخ مصر وإفريقيا، والرئيس الحالي للنادي. ومن نجوم الكرة: محمد أبو تريكة، الذي أصبح رمزًا للأهلي والمبادئ، ووائل جمعة، وحسام حسن، وحسام غالي، وعماد متعب، وحسام عاشور، وغيرهم من الكتيبة الذهبية التي أبهرت القارة السمراء.
تُعد جماهير الأهلي هي القلب النابض للنادي. جماهيره تُعرف بالوفاء، والحب العميق، والتشجيع الجنوني. "الألتراس أهلاوي" كانت من أبرز مجموعات المشجعين، لعبت دورًا مهمًا في تشجيع الفريق والدفاع عن حقوقه، كما كانت حاضرة بقوة في قضايا الوطن، مما جعل الأهلي ليس مجرد نادٍ رياضي، بل جزءًا لا يتجزأ من الوجدان المصري.
يُعرف الأهلي بلقب "المارد الأحمر"، في إشارة إلى قوته، وهيبته، وسيطرته على الألقاب. تاريخه الناصع يُظهر نادٍ لا يعرف المستحيل، دائمًا يعود، حتى بعد الإخفاقات. هذه العقلية جعلته نموذجًا في الإدارة الرياضية، بل أن بعض الأندية الأوروبية والعالمية استعانت بخبراته وهيكله المؤسسي كنموذج يُحتذى به.
على مستوى الإدارة، تميّز الأهلي باستقراره وقوة مؤسساته. يتم انتخاب مجالس إدارته من قبل الجمعية العمومية، ويملك منظومة قانونية وتنظيمية متينة، تُدار باحترافية، وهذا أحد أسرار تفوقه المستمر.
كما كانت للأهلي مساهمات كبيرة في دعم المنتخبات الوطنية المصرية، إذ قدّم عددًا هائلًا من اللاعبين الذين حملوا راية مصر في المحافل القارية والدولية، وساهموا في تحقيق بطولات الأمم الإفريقية وكأس العرب.
اليوم، يواصل الأهلي مسيرته بقيادة جيل جديد من النجوم الواعدين، تحت إدارة فنية متطورة، واستراتيجية واضحة للارتقاء بالأداء والتوسع في الاستثمار الرياضي. يتطلع الأهلي دومًا إلى المستقبل، مدعومًا بماضيه العريق، وبجماهيره التي لا تتخلى عنه أبدًا.
تقديم انتر ميامي الأمريكي :
إنتر ميامي، أو كما يُعرف رسميًا باسم Club Internacional de Fútbol Miami، هو نادٍ أمريكي حديث العهد، لكنه استطاع أن يخطف الأنظار سريعًا، ويُصبح من أكثر الأندية إثارة للجدل والاهتمام في الولايات المتحدة والعالم، خاصة بعد انضمام الأسطورة ليونيل ميسي إلى صفوفه في صيف 2023. تأسس النادي في يناير 2018، وبدأ مشواره الرسمي في الدوري الأمريكي للمحترفين (MLS) في موسم 2020، كأحد أندية التوسع في الدوري.
فكرة إنشاء إنتر ميامي تعود إلى ديفيد بيكهام، نجم الكرة الإنجليزية السابق، والذي حصل على حق تأسيس نادٍ في الدوري الأمريكي كجزء من اتفاق انضمامه إلى نادي لوس أنجلوس غالاكسي عام 2007. وبعد سنوات من التخطيط، والتفاوض مع المدينة، وتحديد موقع الملعب، ظهر نادي إنتر ميامي للوجود، بشعار وردي وأسود، وتصميم عصري يجمع بين الثقافة اللاتينية والطموح الأمريكي.
يُعتبر النادي انعكاسًا لمدينة ميامي: متعددة الثقافات، تنبض بالحياة، مليئة بالتنوع والتأثير اللاتيني. لذلك، اختار النادي اسمه بعناية، ليمثل "الدولية" التي تعبّر عن التنوع السكاني لميامي، ويظهر ذلك في شعاره الذي يحمل طائرين من طيور الفلامينغو المميزة، متقابلين في تصميم أنيق ورمزي.
خاض إنتر ميامي أولى مبارياته الرسمية في مارس 2020، وبدأ مشواره بنتائج متواضعة، نظرًا لأنه فريق جديد يفتقر إلى الانسجام والخبرة. مرّ بعدة مدربين وتغييرات إدارية خلال أول موسمين. لكن في خلفية هذه التحديات، كان النادي يعمل على مشروع طويل الأمد، يهدف إلى جعله من الأندية الرائدة في أمريكا الشمالية.
في عام 2023، تغيّر كل شيء. أعلن النادي رسميًا عن انضمام ليونيل ميسي، أعظم لاعب في تاريخ كرة القدم، إلى صفوفه، في خطوة صادمة هزّت عالم الرياضة. انضم إليه أيضًا كل من سيرجيو بوسكيتس وخوردي ألبا، وشكّلوا معًا نواة "برشلونة الصغير" في أمريكا، بقيادة المدرب تاتا مارتينو.
ميسي لم يكن مجرد صفقة إعلامية، بل أحدث ثورة حقيقية داخل الفريق. قاد إنتر ميامي إلى أول بطولة رسمية في تاريخه، وهي كأس الدوريات (Leagues Cup) عام 2023، مقدّمًا عروضًا مذهلة، وسجل أهدافًا حاسمة، وأعاد الفريق للحياة. شكّل ثنائيًا ناريًا مع الشاب الأمريكي بنجامين كريماتشي، وأعاد الأمل لجماهير ميامي.
تُعتبر هذه الفترة لحظة انتقالية ليس فقط لإنتر ميامي، بل للدوري الأمريكي ككل، إذ تضاعفت نسب المشاهدة، وارتفعت مبيعات القمصان، وأصبح الفريق الأكثر متابعة على وسائل التواصل الاجتماعي. كما أصبح "دريڤ بينك ستاديوم" في فورت لودرديل (الملعب الحالي المؤقت) مزارًا لعشاق الكرة من مختلف أنحاء العالم.
لكن تطلعات النادي لا تتوقف عند النجومية. يخطط إنتر ميامي لبناء ملعبه الجديد "ميامي فريدوم بارك" بحلول 2025، في قلب المدينة، بطاقة استيعابية تزيد عن 25 ألف مشجع، ومرافق ترفيهية وسياحية ضخمة. هذه البنية تعكس فلسفة النادي في الجمع بين الرياضة، والثقافة، والترفيه.
أما على مستوى الأكاديمية وتكوين المواهب، فإن إنتر ميامي يستثمر بشكل كبير في تطوير اللاعبين الشباب. يملك الفريق فرقًا في دوري الناشئين، ويركز على صقل اللاعبين من الجالية اللاتينية، التي تشكل أغلبية في جنوب فلوريدا، في مشروع طويل الأمد لتغذية الفريق الأول.
إداريًا، يتولى ديفيد بيكهام منصب نائب رئيس مجلس الإدارة، ويلعب دورًا رمزيًا وتسويقيًا كبيرًا، بينما تضم الإدارة شخصيات بارزة في عالم المال والرياضة. يُعرف النادي باحترافيته وسعيه الدائم إلى الاستفادة من نجوم اللعبة لتسويق صورته عالميًا، ومنهم أيضاً النجمة الكولومبية كارولينا غوميز في مجال العلاقات العامة.
جماهير إنتر ميامي، رغم حداثة عهدها، تتمتع بحماس فريد. تضم روابط تشجيعية مثل The Siege وVice City 1896، وهي مجموعات تشتهر بأهازيجها وأعلامها وأجوائها اللاتينية النارية، ما يجعل مباريات ميامي تشبه الكرنفالات.
يرتدي الفريق اللونين الوردي والأسود، وهو مزيج جريء يرمز للتميز والحداثة. أصبح قميص ميسي الوردي واحدًا من أكثر القمصان مبيعًا في العالم عام 2023، ويُعد حاليًا رمزًا من رموز ثقافة البوب الأمريكية.
من الناحية الفنية، يعتمد الفريق على أسلوب لعب هجومي ممتع، مستوحى من المدرسة اللاتينية، مدعومًا بخبرات أوروبية وعناصر أمريكية شابة. التحدي الأكبر يتمثل في إيجاد التوازن بين النجوم المخضرمين والشباب الطموحين.
طموح إنتر ميامي لا يقتصر على الفوز بالبطولات المحلية فقط، بل يسعى للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية مستقبلًا، وترك بصمة في بطولات كونكاكاف، وجعل ميامي عاصمة كرة القدم في أمريكا الشمالية.
اليوم، إنتر ميامي ليس مجرد نادٍ حديث العهد، بل مشروع عالمي يتجاوز الرياضة ليصبح رمزًا للثقافة العصرية، وجسرًا بين أمريكا وأمريكا اللاتينية، ومنصة تستقطب كبار نجوم الكرة، وآلاف المشجعين الطامحين لحلم كروي مختلف.